اليمني الجديد - خاص
تظل عدن قبلة المتحاربين حالياً، وحولها يتسابق الثيران للسيطرة عليها، فالتحالف الذي تقوده السعودية يسعى إلى تأمينها، ليتمكن الرئيس هادي من إدارة البلاد منها، واحكام السيطرة على باب المندب الذي يسعى الحوثيون (الأداة الايرانية في اليمن) بمساندة صالح للسيطرة عليه.
مقاتلات التحالف الذي اقتصر تدخلها جنوباً حتى اليوم على بضع غارات على قاعدة العند وتجمعات مسلحة لهم شرق المدينة، لم تمنع التحرك العسكري للحوثيين من مهمة اقتحام عدن بغية السيطرة عليها، وكمن يغامر على خطوط الدم، تبدو الجماعة مصرة على اقتحام المدينة بعد ان سيطرت على لحج والضالع التي تشهد مقاومة عنيفة. يجري هذا بالرغم من تواصل الغارات المكثفة على مواقع للحوثيين وحلفائهم في عدد من المحافظات اليمنية لليوم الخامس على التوالي.
لكن مغامرة الجماعة المسلحة لن تصمد أمام الارادة الاقليمية الضاربة بحزم، يقول مراقبون فقد بدا ان ارتباك واضح في خطاب الجماعة، يرافقه حالة من الهستيريا التي تشكلت وفق جبهات دعا إليها زعيم الحوثيين في خطابه الأخير بما يشبه المقاومة للتحالف العشري ضد جماعته وحليفها صالح.
عزز ذلك الارتباك بحسب الناشط السياسي "بلال المقري" ظهور حليف الحوثيين الأبرز علي صالح في موقف المهزوم والواقع في ورطة الاستهداف المباشر من قبل التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية. ففي كلمته الأخيرة على شاشة اليمن اليوم بدا صالح مذعوراً يترجى وقف العاصفة لإنقاذ نفسه، في الوقت الذي لم تعد قائدة التحالف تثق فيه على الاطلاق، وهو ما رأى فيه نشطاء بداية لاعتزال صالح عن معركة الحوثي، وخذلانه له.
وبحسب مصادر فإن الريس السابق علي صالح وصل الى عمان امس الأحد بعد أن تداولت معلومات فراره من خطر الغارات الجوية التي تستهدفه وحلفائه، وكانت غارة جوية الخميس الماضي استهدفت منزله الواقع في حده، ولم تكشف المصادر عن ضحايا.
واعتبر نشطاء فرار صالح واعتزاله كواليس غرفة ادارة حروب الحوثيين ، رأى فيها النشطاء بداية لفشل الحوثيين وهزيمتهم، على اعتبار أن صالح يمثل مصدر قوة الجماعة وبه ومن خلاله استطاع الحوثيون ابتلاع جزء كبير من الجغرافيا بعد ان اسقطوا الدولة بالكامل.
الخيارات المتاحة
لعل سيناريو تقدم الحوثيين نحو عدن بما تحويه من مواقع جغرافية مهمة على الخارطة العربية والعالمية النزاع في اليمن بعدا دوليا إذ أن القوى الكبرى لا تستطيع أن تقبل بسيطرة مجموعة مرتبطة بإيران على مضيق باب المندب، خصوصا أن طهران تسيطر في الأساس على مضيق هرمز، وهو المضيق الإستراتيجي الآخر الذي يربط بين الخليج وبحر العرب.
مراقبون أشاروا إلى أن خيارات إيران والحوثيين في ضل عاصفة الحزم أصبحت محدودة للغاية، ولا خيار أمامهما سوى اللجوء إلى الحل السياسي. وأكد المراقبون عرب أن تحرك الحوثيين الأخير تجاه عدن كانت بمثابة إعلان حرب إقليمية في المنطقة، مشيرين إلى لجوء إيران والحوثيين لتقليل حجم طموحاتهما في اليمن.