الاربعاء, 06 يناير, 2021 10:45:19 مساءً
مِن الصحيح كليا القول: أن الجماعة الحوثية إرهابية الشكل والمضمون في كل مناشطها تجاه اليمنيين اولا وقبل كل شيء.
فهي بكل تعريفات الإرهاب المتعددة في علوم السياسة والاجتماع إرهابية تماماً، إذ يمكن ‘جمال سلوكها بأنه توظيف للقوة الغاشمة مِن أجل فرض أراءها وحكمها.
وميدانيا فهي تستعمل تقنيات حرب مخالفة تماما لقوانين الحرب باستهدافها المدنيين واستعمالها للألغام وقصفها المنشآت الحيوية وآخر عمل لها هو استهداف مطار عدن.
وكنت قبل سنتين كتبت مبحثا كاملا عن السلوك الإرهابي في جماعة الحوثي ولَم انشره إلى اللحظة؛ تراجعا في التهور وبنصيحة مِن أصدقاء يشاركونني المعاناة مِن الحوثية لكنهم أحرص على اليمن ككل.
على هذا فأنا لست مع تصنيف أمريكا للجماعة الحوثي جماعة إرهابية وذلك.
كيف تطالب الحكومة مِن أمريكا تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية والحكومة نفسها لم تجمع نوابها وتصنف الحوثيين جماعة إرهابية بموجب الدستور والقانون وتضع التصنيف أداة محلية هي صاحبة الوضع والرفع.
ثانيا مِن أول يوم والحوثي يرطن أنه يخوض حربا ضد العدوان الصهيونى الأمريكي، ويدافع عن السيادة مِن العدوان السعودي، وهذا الخطاب منحه رصيدا جماهيريا لا يمكن إغفاله، فجنوده الذي يقعون في الأسر لا يترددون في تكرار ما حفظوه.
فوق ذلك وهذا الأهم أن أمريكا ترامب إذا صنفت الحوثي فلن تطلب ثمنا أكثر مِن الاعتراف بإسرائيل، وسنمنح الحوثي ذخيرة بشرية جديدة بعد إن وصل إلى أقصى طاقات التحشيد.
عموم اليمنيين له موقف متجذر مِن اسرائيل مرتبط بحقوق الشعب الفلسطيني وسلوك اسرائيل الاحتلالي، وكثير مِن اليمنيين لهم موقف مِن السعودية لأسباب كثيرة صحيحة وباطلة والحوثي يشتغل على هذا المنجم وسيزيد.
قد يذهب العرب كلهم إلى التطبيع مع اسرائيل ولنكن نحن آخر مِن يفعل في وضع غير الوضع وفِي إدارة غير إدارة ترامب.
دخول جماعة في تصنيف الإرهاب يعني مزيد مِن التشديد المالي والقيود المصرفية، واليمن تعيش على التحويلات أولا، ومزيد مِن القيود يعني خنق المواطن. الحوثية جماعة مارقة تواصلها العالمي محدود ومستعدة تغلق اليمن وتمتص دماء اليمنيين حتى اخر قطرة.
منعها مِن السفر لا يعني شيء لجماعة ما تزال في الكهف وليس لها أرصدة خارجية وتغلق على نفسها أكثر فأكثر.
تصنيف أمريكا للحوثيين جماعة إرهابية لا يعزز مِن قدرات الحكومة الشرعية وهذا ما يهمني، فهناك اجراءات وقرارات سابقة تحد مِن حضور الحوثيين دوليا وتمنع عنهم التسليح ولَم يلتزم بها أحد وهي قادرة على تعزيز موقف ودور الحكومة اليمنية، فلماذا القفر على ما هو موجود والذهاب الى ما يضر أكثر.
تنصيف أي جماعة إرهابية يعني مفاقمة موقع ووضع اليمن ومزيدا مِن القيود على اليمنيين لسنوات أكثر مما هو واقع بفعل أن اليمن تحت البند السابع.
يعرف التجار مثلا صعوبة نقل أموال وتحويل ومتاجرة، بل وفتح حسابات. للتملص مِن هذه القيود ذهبت أموال التجار الى لبنان ثم علقت هناك وأصبحنا عاجزين عن تحريك ما يقارب 100 مليون دولار في البنوك اللبنانية.
تعزيز قدرات الحكومة الشرعية شيء أخر غير التصنيف القادم مِن الخارج، مدها بتسليح مثلا وبناء مؤسسة أمنية وعسكرية وتنفيذ بنود القرار 2216 ومتابعة عدم تسليح الحوثي أو فصائل مسلحة أخرى.
الدفع بمزيد مِن الشفافية في التعاملات المالية وتعزيز قدرة البنك المركزي، وضع اليد على أموال الحوثي في البنك في الحديدة وما إلى ذلك.
طبعا أخذ بعين الاعتبار مخاوف جماعة بناء السلام ومخاوف المبعوث في أن التصنيف يعني رفده وإغلاق حنفية معنوية ومادية مهمة.
لكن يقيني أن الحوثي غير مؤهل عقيديا للسلام، ولهذا فمخاوف بناء السلام ليست جادة ولا معني بالسلام إلا بروتوكولياً.
بحساب الربح والخسارة لا معنى لتصنيف أمريكا الحوثية إرهابية دون أن تفعلها الحكومة.
* صفحة الكاتب على فيسبوك