لماذا نستغرب إذا عرفنا، أن فيروس كورونا قد انتشر بالفعل باليمن أو أنه يقتل الكثير من المرضى؟ فالموت صناعة يومية يجيدها المتسلطون والعصابات المسلحة هناك، في بلد لا تحكمه أي معايير أخلاقية أو إنسانية بل يسيطر عليه قانون الغاب، فلا نستغرب أن يكون هناك تعمد "رسمي" بالتوجيه بعدم إجراء أي تحليلات لفيروس كورونا أو الإفصاح عن أي معلومات تدل على انتشاره.
يتواصل معنا الكثير من المواطنين بما فيهم أطباء وعمال صحة وأخرون يؤكدون وجود حالات موت نتيجة أعراض متطابقة مع أعراض الموت من كورونا. لكنهم لا يستطيعون توثيق هذه الحالات أو تحليل ما إذا كانت مصابة بالكورونا؛ بسبب الإصرار الحكومي على التكتم.
إذا في ظل هذا التعتيم الرسمي ليس أمامنا إلا أن نمضي مع شكوكهم حول انتشار الفيروس!
قبل أيّام كتب د. مروان الغفوري مداخلة على صفحته في الفيسبوك تحدث فيها عن العديد من المظاهر التي توكد على تعتيم رسمي لحالات الكورونا في اليمن وخاصة في الشمال. طبعا، لا نستبعد بل وهناك مشاهدات من مناطق أخرى تشير إلى انتشار هذا المرض في أنحاء أخرى من اليمن.
يتساءل الكثيرون في الجهاز الصحي عما يمكن أن يقومون به.
نصيحتنا لهم، هو أن يفترضوا دائما أن مرضاهم يحملون الفيروس- هذا بروتوكول وقائي دولي - وبالتالي عليهم اتخاذ كل التدابير الوقائية -حسب الإمكانيات المتوفرة لهم - للحد من انتشار الفيروس.
العاملون في المجال الصحي بالذات يحتاجون لهذه الوقاية حتى لا ينشروا الفيروس بين مرضاهم.
العاملون في المجال الصحي تحت عبئ أكبر خاصة في ظل غياب أي جهاز رسمي مسؤول ومحترم.
على المواطنين أن يكونون جزءا من الحل للحفاظ على حياتهم باتباع الإجراءات الوقائية قدر الممكن:
ابقوا في منازلكم أن أمكن أو تحاشوا التجمعات، اغسلوا أياديكم باستمرار وغطوا أفواهكم عند السعال، تجنبوا لمس الوجوه بالأيدي قدر الإمكان، اتركوا مسافات بينكم وبين الآخرين من حولكم..